تعريف بالمصحف (Arabe 351): تناثرت أوراق المصحف عبر المكتبات، وأجزاؤه المعروفة حتى الآن تقع في مجلدات منفصلة، أكبرها في مكتبة باريس الوطنية بفرنسا، برقم (Arabe 351)، في (279) ورقة، يليها مجلد تبلغ أوراقه (7) أوراق، محفوظ بمكتبة غوتا للأبحاث بجامعة إرفورت بألمانيا برقم (Ms. orient. A 446)، وورقتان برقم (Ms. orient. A 429) وورقة برقم (Ms. orient. A 439) بنفس المكتبة كذلك. وعدد الأسطر في الصفحة الواحدة (5) أسطر، ومتوسط عدد الكلمات في كل سطر (3) كلماتٍ. وهو مكتوب بالخط الكوفي القديم. كان المصحف محفوظًا في وقتٍ ما بالجامع العتيق، أي جامع عمرو بن العاص بالفسطاط في مصر، ففيه قيد وقفية على جامع المسلمين على وجه الورقة (105) من (Arabe 351) عند خاتمة الجزء التاسع، ويظهر أنّها كانت ختام إحدى ربعات المصحف، ووقفية على الجامع العتيق على وجه الورقة (130) من (Arabe 351)، وعلى وجه الورقة (4) من (Ms. orient. A 446)، وكل الوقفيات متشابهة في الخط والمداد. ويلاحظ في هذا المصحف أنّ بعض أوراقه أصابها التآكل من الأطراف، ولكنّ أغلب الأوراق سليمة خصوصًا فيما كتبت فيه الآيات القرآنية. كما يلحظ أنّ هذا المصحف قد أجريت بعض التّحسينات عليه؛ حيث أعيد بالمداد الأسود على كثير من الكلمات. وأمّا محتوياته من السور والآيات فيه سقط من أوله وأثنائه وآخره، وبعض الآيات غير تامَّة بسبب فقد بعض الألواح؛ ففيه آيات من: سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس، وهود، وإبراهيم، والحجر، والكهف، ومريم، والفرقان، والشعراء، والقصص، والعنكبوت، ولقمان، والأحزاب، والصافات، وص، والشورى، والجاثية، والأحقاف، ومحمد ، والحجرات، والطلاق، والتحريم. الكتابة والضبط: يتّبع المصحف في ضبطه طريقة الضبط المدّور، الذي يرجع أصله إلى أبي الأسود الدؤلي (ت: 69هـ)، فعلامة الفتحة نقطة فوق الحرف، والكسرة نقطة تحته، والضمة نقطة أمامه، والتنوين يكون بتكرار ذلك، وعلامة الهمز نقطة أيضًا مثل نقط الحركات، ومن منهج الضبط في هذه المصحف أيضًا استعمال الناقط الدارة للتخفيف الأعم من تسكين الحرف ومن عدم تشديده، وهذا استعمال مذكور في كتب الضبط.